وجع المشاعر

أشربلُ قد عرفنا اليوم شاعرْ
يذيبُ الحرفَ 
من وجع المشاعرْ
وينسج حلمه المجدول سحراً
ليزهو في العيون 
وفي الضمائرْ

عرفنا اليوم حسّوناً جديداً
يحنّ إلى الحدائق 
والأزاهرْ
فرتِّلْ يا سخيَّ الشِّعر لحناً
فإنَّ الهجر 
يحرق كالمجامرْ

وزفَّ الحبَّ 
أمنية الأماني
لأنَّ الفجر في شفتيك ساحرْ
أما أهديتَ للإنسان 
نوراً
فأمسى النورُ 
في الدنيا منائرْ؟

أما أهديتَ للإيمان 
ورداً
وأطياراً 
تزفّ لنا البشائرْ؟
فأينعت السنابلُ 
وهي شعرٌ
جميلٌ.. 
أين عصفورُ البيادرْ؟

أشربلُ.. 
يا نديَّ الشعر رتِّلْ
على سحر الهوى 
بصلاةِ شاعرْ
فإن الشعر يخفقُ 
في ضلوعي
وينشده الفؤادُ من الحناجرْ

فهاتِ الشعرَ فخراً 
واعتزازاً
وفاخِرْ بالهوى 
والشِّعر 
فاخِرْ
أما هاجرتَ من بلد الأماني
ورحتَ تجوب في الدنيا مغامرْ؟

فذقتَ من العذابِ المرِّ مرّاً
وصرتَ 
ولـم تزلْ 
في الهجر حائرْ
فهاتِ الشعرَ بالأشواق يهفو
إلى لبنانَ.. 
أو أمِّ الضفائرْ
وهاتِ الشعرَ 
أصدقُه حنيناً
فما عَرَفَ الهوى صدقَ المهاجر.
محردة، سوريا، 1991
**