شاعرأمتي شربل بعيني

سليني يا ابنة العاصي.. 
سليني 
عن الأرزات في الوطن الحزينِ
سليني 
عن أخ قد راح يشدو
بأشعار التلوّع 
والحنينِ

رماه الهجر 
في بلد بعيدٍ
فذاق المرّ من كأس السنينِ
متى ألقاه في وطني 
واشدو
لقد قرّت برؤيتكم عيوني

أخي، والله، 
ما أحسست فيه
يمزّقني، 
ويصفع لي جبيني
فمن لبنان متّ، 
وذاب عمري
ألم تسمع بأشعاري.. 
أنيني؟

ومن لبنان جنّ الشعر حتى
سمعت الربّ يبكي 
من جنوني
ففي لبنان أمنيتي 
بأنّي
بها أحيا.. 
بها يرسو سفيني

مسيحيٌّ أنا، 
الإسلامُ وجهي
ودين الخير، 
دين الحقّ ديني
فلا تسأل أخي عنّي.. 
لأنّي
أنا من غصن زيتون وتينِ

أنا في الكرم.. 
في العنقود 
رحمي
وأرزك "مجدليا" من جنيني
سليني 
وارجعي بالردّ عنه
عن الأحوال 
والخبر اليقينِ

عرفتُهُ شاعراً.. 
ما كان يوماً
سوى البركان في الحقد الدفينِ
عرفتُهُ شاعراً.. 
غنَّى فأغنى
وهزَّ الأرضَ 
في شعرٍ متينِ

فَيَا أَمْواجُ هاتيهِ إِلَيْنا
وإلاَّ أَسرِعي 
ولَهُ خذيني
عروس الكرم 
قد تاقت إليهِ
تسائلني، 
أجاوبُها: دَعيني

أخافُ الشعر يُخجلُني فَهَيّا
أَعيني الشاعرَ المضنى 
أعيني
ولا تنسَيْ غداً، 
إِنْ عادَ، 
غَنِّي
فشاعرُ أُمَّتِي شربل بُعَيْني
محردة، سوريا، 1988
**